[ حسد الأفراح ، والعلاج المباح ]
بداية نبارك لكل المسلمين أفراحهم الشرعية والإسلامية ،
سائلين المولي عزوجل أن يبارك في كل عروسين .
ونقول لهم :
¤ ¤ بارك الله لكما وبارك عليكما ، وجمع بينكما في خير¤ ¤
وما سنقوله ، حرصا عليهم ، ووقاية لهم ، وعلاج بإذن الله .
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
[ استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان ، فإن كل ذي نعمة محسود ]
الحديث صححه الألباني ، وفي صحيح الجامع برقم
¤ مقدمة ¤
في عصرنا هذا ابتلينا بالتبذير والإسراف والتقليد ، فتجد أفراح المسلمين الآن إلا من رحم الله ، أكبر
مثال على ذلك ، بداية من تجهيزات البيت وأثاثه ،والملابس والطعام والشراب ،وخاصة يوم العرس
والزفاف ، ويجتمع الناس من كل حدب وصوب ، فيهم السعيد ، والمهنأ والمبارك ، وفيهم المعجب
والمراقب ، ولا يخلو الأمر من حاسد وجاهل ، وهذا حال البشر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
فإن لم يتحصن العروسين ، فقد يصيبهم الحسد أو العين ،قصدا أو بدون ... !
وكما جاء في الحديث :
[ أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب الله وقضاؤه وقدره ، بالأنفس ]
يعني بالعين
الراوي : جابر بن عبد الله .
المحدث : الألباني في السلسلة الصحيحة 747
خلاصة الدرجة : إسناده حسن .
وقد حدث هذا كثيرا ، وظهرت عليهما آثاره سريعة .
فإما تصاب الزوجة في نفسها أو جسدها ، أو يصاب الزوج كذلك ! أو الأثنين معا ...
¤ الآثار والأعراض ¤
¤ قد يحدث صداع أومرض مفاجئ لكلاهما أو أحدهما .
¤ شجار وخلاف ، بينهما ، غير مبرر أو بين الأقارب والأهل ، من الطرفين .
¤ قد يحدث ربط للزوج أو الزوجة .
¤ عدم توفيق في إتمام ليلة البناء كما كانا يتمني الزوجان .
¤ قد يفسد الطعام ، أو ينكسر الأثاث ، أو تتعطل الأجهزة ، وحدثني مرة أخ ،
أن النار اشتعلت في البيت في ليلة زفافه بصورة غريبة وسريعة ، والله سلم .
¤ بل قد يحدث الخلاف والطلاق ، نسأل الله السلامة والعافية للمسلمين ... !
يقول فضيلة الشيخ ابن جبرين رحمه الله :
( لا شك أن الإصابة بالعين معروفة الإمارات والعلامات الظاهرة ، وقد تظهر إذا كان الشخص أو
المال أو متصف بالصفات التي يتميز بها عن غيره ،فحدث فيه ما غيرها فجأة من مرض ، أو نفرة أو
كسرأو حادث مروري .. أو نحو ذلك ،ثم إن المريض بالعين قد يصاب في بصره إذا كان حديد البصر
وفي سعيه إذا كان شديد السعي ، وفي ماله الكثير الحسن بالتلف أو الكساد أو الهلاك ، أو في سيارته
الفارهة ، وقصره المشيد ، وزوجته الحسناء ، وأولاده الكثيرين ...ونحو ذلك ، فيحدث ما لا يتوقع من
الموت والهدم والدمار والتعطيل ... ونحو ذلك ،ومتى مرض وذهب المستشفى ، فبعد الكشف والتحاليل
وجد سليما صحيحا ، لم يعرف الأطباء علته ، ويتألم ولا يعلمون ما فيه ، ثم يعالج بالرقية والأسباب
التي يعالج بها المعيون فيبرأ بإذن الله ) .
المنهل المعين في إثبات حقيقة الحسد والعين 123/124
¤ العلاج ¤
في هذا الحالة
أفضل شئ ، كما جاء في السنة أن نحدد .. من الشخص الحاسد أو العائن
" المتهم " ويغتسل أو يتوضأ ، ثم يغتسل المصاب بهذا الماء فيبرأ بإذن الله .
وتزول الأعراض والآثار .
وهذا هو العلاج المباشر .
¤ لكن ¤
في مثل الأفراح يكون العدد كبير جدا من الطرفين ، وفيهم بالتأكيد أناس كثير غير معروفين
، فصعب أن نتهم أحد بعينه ، أو يكون غادر أو سافر أو نتحرج أو يرفض .. الخ !
فما الحل ؟
¤ الحــــل ¤
كما ثبت بالتجربة وفتاوي العلماء أن نحصل علي أي أثر للشخص المتهم ،
وفي مثل هذا المكان وهذا العدد ،
نحتال ... !
بأن نأخذ المشايات التي علي الأرض ووطئتها الأقدام ، أو نمسح بقماشة مقابض الأبواب ،
مسح المقاعد ، أو أكواب الشراب ... الخ .
وننصح بالإسراع في ذلك .
وتوضع في إناء به ماء ، ويغتسل منه الزوجان ، فيكون الشفاء بإذن الله .
وقد أفتى بجواز ذلك فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله حيث قال :
( وهناك طريقة أخرى .. ولا مانع منها أيضا ، وهي أن يؤخذ شئ من
شعاره أي .. ما يلي جسده من الثياب كالثوب ، والطاقية والسروال وغيرها ، أو التراب إذا مشي عليه
وهو رطب ، ويصب علي ذلك ماء ،يرش به المصاب أو يشربه ، وهو مجرب ) .
من القول المفيد علي كتاب التوحيد 1/94 .
بالإضافة ..
لتحصين البيت ورشه ، بماء الرقية ، وتلاوة سورة البقرة ، وكثرة الإستغفار والدعاء .
¤ الوقاية ¤
وأهم سبل الوقاية بعد التوكل علي الله :
¤ التحصن بالأذكار والأوراد النبوية ، وخاصة أذكار الصباح والمساء .
¤ وكذلك أذكار الأحوال .. خاصة الخروج من البيت .
¤ المحافظة على الصلاة والوضوء .
¤ عدم الإسراف والمبالغة في مثل تلك المناسبات ..
¤ تذكير الناس في تلك التجمعات ، بالأدعية المناسبة من السنة ، كالدعاء بالبركة ...وتمني الخير
لأصحاب الدعوة .
¤ تجنب دعوة الحاسدين المتهمين إذا اشتهر هذا عنهم وثبت .
( فإن كل ذي نعمة محسود ) .
¤ الإحسان إلى الحاسد ، وإكرامه وعدم حرمانه ، وتجنب شره وعدم إظهار النعم أمامه وأخذ الحذر .
ونذكر بالحديث النبوي
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
(( إذا رأي أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه ، فليدع له بالبركة ، فإن العين حق ))
رواه ابن السني والحاكم 4/216 ، وصححه الألباني