اطضرابات الطعام ذات المنشأ النفسي
يعدّ موضوع اضطرابات الطعام موضوعاً هاماً بالنسبة للأفراد في مرحلتي المراهقة والرشد، والسبب في ذلك هو أن هذا النوع من الاضطرابات تبدأ نشأته في هذه المراحل من العمر، وتكمن أيضاً أهمية هذا الموضوع في جِدَّته وحداثته من حيث الاكتشاف على المستوى العلمي والعالمي، ومن المناسب جداً أن نتعرف وأبناؤنا على المفاهيم والمعلومات المرتبطة بهذا الموضوع؛ مما يساعدهم في اكتساب سبل الوقاية من احتمال الإصابة بهذه الاضطرابات.
مفهوم اضطرابات الطعام:ت
هي اضطرابات تحدث في سلوك تناول الفرد للطعام، وتسمى أيضاً باضطرابات الأكل، وتتمثّل بصور عدّة كالشره، أو الامتناع عن الطعام، أو تناول الطعام بكثرة، وهناك عدة معايير نفسية وفسيولوجية تحدد إصابة الفرد بهذه الاضطرابات.
أسباب حدوث اضطرابات الطعام:
عوامل وراثية أو عضوية: تتمثل في وجود خلل في وظائف بعض أعضاء الجهاز العصبي أو الهرموني.
عوامل اجتماعية: وتتمثل في الرغبة في الرشاقة، واعتبارها أحد صفات المرأة المميزة.
عوامل نفسية؛ وتتمثل فيما يلي:
أ- فشل في ضبط بعض الجوانب الانفعالية للطفل أثناء تطوره وانتقاله من مرحلة الطفولة إلى المراهقة.
ب- فشل في التحكم في تغذية الطفل أثناء مرحلة الطفولة.
ج- إدراك الذات بصورة سلبية تنعكس على صورة الجسم، مع الشعور بعدم الكفاءة.
أهم أنواع اضطرابات الطعام:
أولاً- فقدان الشهية العصبي:
وهو أن يضع الشخص لنفسه -بنفسه- حدوداً غذائية، وتقييداً لكمية الطعام التي يتناولها، مع وجود أنماط شاذة في التعامل مع الطعام، وفقد كبير للوزن، وخوف شديد من البدانة، واضطراب في إدراك صورة الجسم عند المصاب.
وأهم الأعراض والخصائص التشخيصية للاضطراب: انخفاض الوزن، والتقيؤ، واضطرابات المعدة، والجفاف، و منها أيضاً حدوث تغيرات في الجلد والشعر والأظافر والأسنان، وزرقة الأطراف، والشعور بنشاط زائد، ومن هذه الأعراض أيضاً التحديق في المرآة، وحصول نوبات من الشره العصبي، وصعوبة في التركيز.
ويعدّ انتشار الاضطراب عند الإناث أكثر من الذكور، كما ينتشر عند المراهقات أكثر من غير المراهقات، ولوحظ أيضاً بأن هذا الاضطراب يرتفع معدل الإصابة به عند ذوي الطبقات الاجتماعية الأعلى.
ومن أبرز الأهداف التي يضعها المعالج النفسي للتعامل مع هذا الاضطراب: استعادة الوزن الطبيعي، وعودة الدورة الشهرية، واستعادة الحالة الطبيعية لها، ويهدف المعالج أيضاً إلى تدريب المصاب على تحسين صورة الذات عنده، والاستقلالية في اتخاذ قراراته.
ثانياً- الشره العصبي:
وهو تناول كميات ضخمة من الطعام أكثر مما يمكن أن يأكله معظم الأفراد عادةً، وفي فترةٍ قصيرة جداً، وبسرعةٍ شديدة، مع عدم القدرة على التحكم في سلوك الأكل.
أهم الأعراض والخصائص التشخيصية للاضطراب حدوث العَرَضين التاليين مرتين في الأسبوع، ولمدة ثلاث شهور:
أ- الإفراط في تناول الطعام:
حيث يتناول المصاب كمية كبيرة من الطعام الذي يتضمن سعرات حرارية متنوعة وذلك بسرعة فائقة، وعادة ما تعتري المصاب حالة من القلق والتوتر الشديدين قبل التناول وأثنائه، وتنتهي العملية بشعور المصاب بالذنب والخجل ولوم الذات والاكتئاب.
ب- الاستخدام المتكرر للطرق التعويضية غير المناسبة بهدف منع زيادة الوزن، ومن هذه الطرق: التقيؤ المتعمّد- تناول المليّنات والأدوية المدرّة للبول والحُقَن الشرجية- الصيام- ممارسة التمارين الرياضية القاسية في أوقات غير مناسبة.
وتبلغ نسبة انتشار هذا الاضطراب بين المراهقين وصغار الشابات من واحد إلى ثلاثة بالمائة, ويبلغ معدل الإصابة عند الذكور 0,1 عن معدل الإصابة عند الإناث.
يبدأ ظهور الاضطراب عادةً في أواخر مرحلة المراهقة، أو في بداية
سن البلوغ، ويستمر سلوك الإفراط في تناول الطعام -عادةً- لعدة سنوات، ولكن النتائج بعيدة المدى للشره العصبي غير معروفة -اكلينيكياً- حتى الآن.
ويهدف المعالج النفسي للتعامل مع هذا الاضطراب-إلى تحسين صورة الذات لدى المصاب، وإيجاد معادلة متوازنة بهدف تنظيم كمية الطعام وسرعة تناوله عند الشخص المصاب، والتقليل من السلوك التعويضي الذي يمارسه المصاب بهدف تخفيف وزنه.
نلاحظ من خلال الأهداف التي يحددها المعالج النفسي للتعامل مع هذا الاضطراب أنها تتجه نحو تحقيق نوع من الاتزان النفسي والغذائي، وهو يتوسط كل من حالتي: فقدان الشهية العصبي والشره العصبي، حيث لا قيمة للرشاقة مع الصحة المتدهورة.
منقول......